القامشلي تعيش رهاب حملات أمنية لا تستثني المدنيين حقوق الصورة محفوظة لموقع عنب بلدي

القامشلي تعيش رهاب حملات أمنية لا تستثني المدنيين

2023-01-02 14:01 | اخر تعديل : 2023-01-02 15:01


القامشلي تعيش رهاب حملات أمنية لا تستثني المدنيين


تواصل “قوات سوريا الديمقراطية”، المدعومة من واشنطن، وأذرعها الأمنية تنفيذ مداهمات واعتقالات في مدينة القامشلي وأريافها، في إطار حملة “صاعقة الجزيرة“، التي أطلقتها في 29 من كانون الأول الماضي، وسط انتقادات من مدنيين تؤثر عليهم هذه الحملات.

وأعلنت “قوى الأمن الداخلي” (أسايش) التابعة “للإدارة الذاتية” أنها تمكنت من إلقاء القبض على 36 شخصًا بتهمة الانتماء إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” في عملية نفذتها بمدينة القامشلي.

وجاء في بيان “أسايش” عبر “فيس بوك” اليوم، الاثنين 2 من كانون الثاني، إن عملية أمنية نفذتها فجر اليوم، بمشاركة من “القوات الخاصة” (HAT) داهمت خلالها عدة أحياء في القامشلي وضبطت أسلحة وذخائر وأدوات تقنية يستخدمها التنظيم في عملياته.

وأفاد مراسل عنب بلدي في الحسكة، أن من بين المعتقلين عبد الله الغنامي (45 عامًا) وهو موظف في “المشفى الوطني” في مناطق نفوذ النظام بالحسكة، إلى جانب عمله كمخبري في مركز طبي بمدينة القامشلي.

عنب بلدي تواصلت مع قريب لعبد الله الغنامي، وقال إنه اعتقل منذ نحو عشرة أيام من مكان عمله بالقامشلي، بينما لا تعرف أسرته عنه أي معلومة حتى اليوم، في حين ترفض “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وقوات “أسايش” (الأمن الداخلي) الإجابة عن أي استفسارات تطرحها أسرته.

اشتكى سكان من ريف القامشلي الجنوبي من التجاوزات التي رافقت عمليات المداهمة والاعتقال منذ خمسة أيام.

صالح (45 عامًا) من بلدة تل حميس قال لعنب بلدي إن منزله تعرض “للتخريب” في مداهمة “قسد” له.

وأشار إلى أن العناصر شرعوا “بخلع” أبواب الغرف والخزائن المقفلة “دون أن يطلبوا من مالكي المنزل فتحها”، وعندما اعتراض أحد سكان المنزل “كبلوه وطرحوه أرضًا”، وبقي على هذه الوضعية لمدة ساعتين حتى انتهاء عملية التفتيش.

صالح أضاف أن معدات من ورشة الحدادة التي يعمل بها وهي جهاز لحام متنقل ومقص حديد، ومثقب صادرتها “قسد” أيضًا بحجة “إمكانية استخدامها في عمليات التخريب”.

عدنان (29 عامًا) من بلدة تل حميس أيضًا، قال لعنب بلدي إن أخاه يعمل في أحد الأفران الخاصة في البلدة، اعتقلته “قسد” مع ثلاثة من أبناء عمومته خلال مداهمة قبل أيام، بينما لا تعرف العائلة أي معلومات عنهم حتى اليوم.

في بلدة تل حميس وحدها اعتقل نحو 35 شخصًا خلال الأيام العشرة الماضية، ما دفع عددًا من السكان إلى مقر “أسايش” للاعتراض على عمليات المداهمة وطريقة التعامل مع السكان وترويع الأطفال في وقت متأخر من الليل، بينما لم يلقَ اعتراضهم أي رد فعل.

وحسبما رصدت عنب بلدي فإن قرى الحسينية والحاجية جنوب القامشلي أيضًا شهدتا عمليات مداهمة واعتقال، رغم أن سكان هذه القرى سبق ونزحوا من منازلهم بسبب عمليات المداهمة التي تكررت مرارًا منذ عام 2014 وحتى اليوم.

وسّعت “قسد” نطاق عمليتها “الأمنية” لتشمل مناطق جديدة في ناحية تل براك (45 كيلومترًا جنوب غرب القامشلي) بالإضافة إلى عشرات القرى المحيطة بها كقرى سميحان الشرقي والغربي، نص تل والجسعة.

وخلال ذلك استمرت “قوات سوريا الديمقراطية” بعمليات الاعتقال وقالت إنها ألقت القبض على 40 من “خلايا داعش”، كانوا يسهمون بهجمات ويوفرون “الدعم اللوجستي والذخيرة للخلايا الإرهابية”، بحسب “وكالة هاوار” المقربة من “قسد”.

عمليات الاعتقال ترافقت بمصادرة جميع أنواع الأسلحة الشخصية حتى المرخصة منها.

علوان (31 عامًا) المقيم جنوب القامشلي قال لعنب بلدي إن سكان القرى القريبة من الحدود العراقية يتخوفون من عدم تفريق “قسد” بين السلاح الشخصي وسلاح “الخلايا الإرهابية”، فالسلاح الشخصي “ضروري جدًا” في منطقة أقرب نقطة عسكرية عنها تبعد حوالي 70 كيلو مترًا، ما يجعلها عرضة لعمليات السرقة و”التشليح” على الطرقات خصوصًا مع حلول الظلام.

ويدفع ذلك بعض الناس إلى إخفاء سلاحهم، في حين يتهمون بالانتماء للتنظيم في حال عثرت القوات الأمنية على السلاح.

الحملة الأمنية التي أطلقتها “قسد” قبل عدم أيام تجازوت الحدود الإدارية لمحافظة الحسكة، إذ نفذت قوات التحالف الدولي عملية إنزال جوي استهدافًا في بلدة الشحيل شرقي محافظة دير الزور، فجر اليوم الاثنين 2 من كانون الثاني.

وقالت “شبكة نهر ميديا” المحلية إن قوات التحالف الدولي جوًا و”قسد” برًا، نفذا عملية مداهمة اعتقلا خلالها شخصًا من منطقة العتال في بلدة الشحيل شرقي دير الزور.

وأضافت أن العملية استهدفت منزل شخص يدعى حسين علاوي العصمان في منطقة العتال في الشحيل، وانتهت العملية باعتقاله دون أي مقاومة.

العصمان، هو عنصر سابق في تنظيم “الدولة الإسلامية”، وسبق أن اعتقلته “قسد” منذ ثلاث سنوات بعملية إنزال جوي أيضًا في الشحيل، ثم أطلق سراحة بكفالة ووساطة عشائرية.

اقرأ أيضًا: كيف تحولت مواجهة تنظيم “الدولة” إلى حرب أرقام في سوريا

وكانت القيادة المركزية الأمريكية أعلنت حصيلة عملياتها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا خلال عام 2022، واصفة بأنها “قوضت” قدرة التنظيم على توجيه الهجمات، وقضت على العديد من القادة، من ضمنهم أمير التنظيم وعشرات القادة الإقليميين.

وجاء في بيان للقيادة المركزية صادر، في 29 من كانون الأول الماضي، أنه خلال 2022، أجرت القوات الأمريكية 313 عملية ضد التنظيم في العراق وسوريا.

وفي سوريا، توزعت إحصائية العمليات إلى 108 عمليات مشتركة مع قوات التحالف، و14 عملية أمريكية أحادية الجانب، أدت إلى مقتل 466 شخصًا من عناصر التنظيم، واعتقال 215 آخرين، بحسب البيان.

أما في العراق، فتوزعت عمليات القوات الأمريكية إلى 191 عملية مشتركة مع قوات التحالف، أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 220 شخصًا من عناصر تنظيم “الدولة”، واعتقال 159 آخرين.

في حين لم يصب أو يقتل أي من القوات الأمريكية خلال العمليات.

المصدر : عنب بلدي



الأكثر مشاهدة :