الانتخابات التركية واللاجئين .. أردوغان بين مطرقة الانتخابات وسندان اللاجئين

الانتخابات التركية واللاجئين .. أردوغان بين مطرقة الانتخابات وسندان اللاجئين

2021-09-07 22:09 | اخر تعديل : 2025-03-31 13:03


في سابقة مثيرة برز صدى الانتخابات التركية مبكرا وقبل أكثر من عام على إقامتها فيما يبدو انه تراجع كبير في شعبية الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان.

الذي يبدو انه الان محاصرا بين مطرقة الانتخابات والمعارضين وسندان اللاجئين حيث عبرت المعارضة وبقوة عن خططها لإعادة اللاجئين السوريين والأفغان الى بلادهم في حال حصولهم على منصب الرئاسة في الانتخابات المقبلة.

ذلك الطرح الذي يبدو أنه سنويا يزداد عدد متابعيه ومحبيه من الشعب التركي الذي يصبح بشكل لا إرادى وعبر وسائل الاعلام أكثر عدائية تجاه اللاجئين والمهاجرين في البلاد.

 

تصريحات معادية للاجئين

وكانت المعارضة التركية قد صرحت أن الحكومة الحالية تتعامل بتهاون شديد مع قضية اللاجئين وأمن الحدود حيث تسمح بمرور اللاجئين اليها من العديد من البلدان العربية والأسيوية.

وقد صرح رئيس حزب الشعب المعارض أنه في حال قد حصل حزبه على منصب الرئاسة فإنه سيقوم بإرسال السوريين الى بلادهم في غصون عامين فقط عن طريق عقد مصالحة مع بشار الأسد يعيد بموجبها السوريين الى سوريا مرة أخرى دون النظر الى المخاطر التي سيواجهونها.

كما قامت بعض الأحزاب الإسلامية الأخرى مثل حزب السعادة التركي وحزب الحركة القومية أبضا بالدعوة الى إعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم في تطور غريب من مواقفهم السابقة.

كما قام العديد من الاتراك بالتدوين عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم "لا أريد لاجئ في بلادي".

 

نتائج وخيمة

وقد أدت كل تلك التصريحات الى تأجيج الشب التركي على اللاجئين وخاصة اللاجئين السوريين مما ينذر بكارثة خطيرة وقد شهد العالم العديد من نتائجها خلال الأيام الماضية من حملات تكسير محلات السوريين والتعدي على ممتلكاتهم عند حدوث أي مشكلة بين لاجئين سوريين ومواطنين اتراك.

 

وفي حوار أجريناه مع العديد من اللاجئين السوريين في تركيا قال لنا ع.ا أنه قد واجه العديد من المشاكل مع جيرانه الأتراك حتى جيرانه الذين كانوا يعاملونه بشكل ودي في الأيام الأخيرة بسبب تزايد تلك الحملة الانتخابية وتأثيرها على عقول الناخبين.

 

فيما قال و.ح أنه قد واجه عدة عبارات عنصرية حينما مر من أحد الشوارع في مدينة أضنة التركية حيث قالت له امرأة تركية اخرج ن بلدي يا لص.

 

 

 

خلاف على مرشح الرئاسة

وعلى الرغم من تلك التصريحات المثيرة للمعارضة التركية والتي تدغدغ مشاعر الشعب التركي فأن المعارضة لاتزال غير مجتمعة على مرشح واحد توافقي وهو ما سيؤدي في النهاية الى تشتت أصوات المعارضة كما يحدث في معظم الانتخابات السابقة وهو ما يسعى اليه الريس أردوغان وحزبه حزب العدالة والتنمية التركي وشريكه حزب الحركة القومية.

وكان محرم اينجه المرشح الأقوى ضد أردوغان في الانتخابات الماضية قد أعلن استقالته من حزب الشعب الجمهوري بسبب خلافات مع زعيم الحزب كمال كليتشدار أوغلو مما أدى الى ضعف الحزب وربما سيؤدي الى تشتيت أصواته.

فيما يسعى زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال أوغلو الى تحييد دور أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول والمرشح الذي ربما يكون من أشد المرشحين أمام أردوغان في تاريخه المعاصر.

 

 

هل يضطر أردوغان للرضوخ

فيما يبدو من شدة الارهاصات التي تسبق الانتخابات المصيرية التركية 2023 والتي ستكون مصيرية بكل ما تحمله الكلمة من معنى أن أردوغان سيقوم بتقديم العديد من التنازلات التي لم يكن ليقدمها في السنوات المقبلة.

 

تلك التنازلات بدت جليه حيث سعى أردوغان الى إعادة العلاقات العربية بينه وبين العديد من الدول العربية التي كانت العلاقات التركية معها متوقفة او تأخذ منحنى الهبوط وقد استقبل الرئيس التركي منذ فترة طحنون بن زايد مستشار الأمن الوطني بدولة الإمارات العربية المتحدة.

 

كما كانت التصريحات التركية المصرية خلال النصف الأول من العام الحالي مبشرة لإعادة العلاقات بشكل كبير على الرغم من تواجد أكبر جالية مصرية معارضة في أوروبا.

كما أعلن الرئيس التركي أن بلاده غير مستعدة لاستقبال عدد جديد من اللاجئين الأفغان خصوصا وأن تركيا لن تعود تلك البلد التي يدفع لها الاتحاد الأوروبي أموالا مقابل إبقاء اللاجئين على ارضها.

 

حتى الان وعلى الرغم من بعض الإجراءات الحكومية الجديدة فغنه لا يوجد مؤشر حقيقي لما سيقوم به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تعامله مع قضية اللاجئين في البلاد.


الأكثر مشاهدة :