عقب ليلة دامية ببغداد.. الصدريون ينسحبون من المنطقة الخضراء والإطار التنسيقي يقرر إنهاء اعتصامه
2022-08-30 17:08 | اخر تعديل : 2025-03-29 21:03
انسحب أنصار التيار الصدري من المنطقة الخضراء في بغداد، اليوم الثلاثاء، بعيد كلمةٍ لزعيم التيار مقتدى الصدر طالب فيها مؤيديه من المعتصمين بإلغاء الاعتصام والانسحاب من أمام البرلمان، كما قرر الإطار التنسيقي إنهاء اعتصام أنصاره بعد ليلة دامية قضى فيها 30 شخصا جراء اشتباكات مسلحة.
انسحب أنصار التيار الصدري من المنطقة الخضراء في بغداد، اليوم الثلاثاء، بعيد كلمةٍ لزعيم التيار مقتدى الصدر طالب فيها مؤيديه من المعتصمين بإلغاء الاعتصام والانسحاب من أمام البرلمان، كما قرر الإطار التنسيقي إنهاء اعتصام أنصاره بعد ليلة دامية قضى فيها 30 شخصا جراء اشتباكات مسلحة.
وأوضح مراسل الجزيرة في بغداد أن أنصار التيار طلبوا ممن يرافقهم في الاعتصام الانسحاب أيضا من محيط المنطقة الخضراء. وأشار مراسل الجزيرة إلى انسحاب دراجات نارية تابعة للتيار الصدري.
وقال قائد عمليات بغداد الفريق أحمد سليم بهجت إن قواته أمّنت انسحاب المعتصمين من المنطقة الخضراء "بشكل مرن ولم تشهد العملية أي حوادث".
وأفاد مراسل الجزيرة أيضا بأن قيادة العمليات المشتركة قررت رفع حظر التجول في بغداد والمحافظات، بينما أعلنت وزارة التربية العراقية استئناف الامتحانات غدا الأربعاء، وذلك عقب انتهاء اضطرابات أمس الاثنين في بغداد، كما أوردت وكالة الأنباء العراقية أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أعطى تعليمات بفتح الجسر المعلق وسط بغداد.
وطالب زعيم التيار الصدري، في مؤتمر صحفي في مدينة النجف (جنوب)، أنصاره بالانسحاب فورا من الاعتصام أمام البرلمان، وأمهلهم ساعة واحدة للانسحاب، مشددا على أنه سيتبرأ منهم إذا لم ينسحبوا.
وانتقد الصدر ما سماها ثورة التيار الصدري وقال إنها خرجت عن سلميتها ولم تعد ثورة، حسب تعبيره.
كما أثنى الصدر على عمل القوات الأمنية وقال إنها وقفت موقف الحياد مع كل الأطراف. وأضاف في كلمة على خلفية الأحداث التي تشهدها بغداد منذ أمس الاثنين أن أفراد الحشد الشعبي لا علاقة لهم بما يحدث.
وعقب كلمة الصدر، رحب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بدعوة زعيم التيار الصدري إلى وقف العنف، وقال إن هذه الدعوة تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي، على حد تعبيره.
وقال رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي إنه لا بد للقوى السياسية جميعها من الاحتكام لمقررات صوت الشعب الذي يختزله مجلس النواب الشرعي عبر قراراته وقوانينه ومواقفه.
وشكر رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي الصدر، وقال إن موقفه بحجم العراق الذي يستحق منا الكثير.
ومن جهته، قال زعيم تحالف الفتح هادي العامري إن مبادرة الصدر بوضع نهاية للعنف المسلح مبادرة شجاعة وتستحق الثناء والتقدير، وجاءت في لحظة حرجة، وأما زعيم ائتلاف النصر حيدر العبادي فقال في تغريدة إن دعوة مقتدى الصدر بسحب من يدعي الانتماء للتيار الصدري تحسب له.
وأما رئيس تحالف السيادة العراقي خميس الخنجر فقال إن خطاب الصدر أعاد الأمان للشعب والدولة ووأد الفتنة في مهدها.
وكانت اضطرابات أمس الاثنين في بغداد قد اندلعت عقب إعلان مقتدى الصدر اعتزاله العمل السياسي احتجاجا على الأزمة السياسية المستمرة في العراق منذ 10 أشهر، إذ اقتحم أنصار الصدر المنطقة الخضراء ودخلوا إلى قصر الحكومة وإلى القصر الرئاسي ومبنى البرلمان.
وبعد ساعات من الاقتحام، تدخلت القوات الأمنية وأخرجت المعتصمين من المنطقة الخضراء، ونتج عن ذلك وقوع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة واستمرت طيلة الليل وصباح اليوم.
وقال مصدر طبي عراقي للجزيرة -اليوم الثلاثاء- إن 30 شخصا قُتلوا وأصيب 700 جراء الاشتباكات التي شهدتها المنطقة الخضراء ببغداد منذ أمس، بينهم 110 من أفراد القوات الأمنية.
وعقب دعوة مقتدى الصدر، دعا الإطار التنسيقي في بيان أنصاره المعتصمين إلى العودة إلى منازلهم سالمين غانمين، حسب وصف البيان.
وطالب الإطار أنصاره بأن يكونوا دوما على أتم الاستعداد لتلبية ما سماه نداء الوطن حال استصراخه لهم.
وأفادت مصادر مطلعة للجزيرة بوجود مفاوضات بين مسؤولين حكوميين وقادة في الإطار التنسيقي والتيار الصدري للتوصل إلى اتفاق يُجنب البلاد الانزلاق نحو دوامة العنف.
وقال الرئيس العراقي برهم صالح، اليوم الثلاثاء خلال اتصال بملك الأردن عبد الله الثاني، إن الجهود قائمة لدعم مسارات الحوار بين القوى السياسية في البلاد "وصولاً إلى حلول تضمن سلامة العراق والعراقيين".
وفي سياق متصل، أعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق أن المحكمة الاتحادية لم تنظر اليوم الثلاثاء في الدعاوى المعروضة بسبب حظر التجول الذي كان مفروضا في العاصمة بغداد على خلفية اندلاع مواجهات مسلحة.
وكان التيار الصدري قد تقدم بطلب رسمي بحل البرلمان إلى المحكمة العليا وحدد لذلك مهلة 72 ساعة بدأت الجمعة الماضي وانتهت اليوم.
ولقرابة الشهر، اعتصم أنصار التيار الصدري قرب البرلمان مطالبين بحل مجلس النواب، وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة لحل الأزمة السياسية الحالية القائمة منذ انتخابات 2021، إذ فشلت القوى السياسية في البرلمان في الاتفاق على اسم رئيس جديد للحكومة، كما فشل البرلمان في انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
ويلتقي مقتدى الصدر والإطار التنسيقي على أن حل الأزمة يكمن في تنظيم انتخابات جديدة. لكن الصدر يريد حل البرلمان قبل كل شيء، بينما يريد الإطار الاتفاق على تشكيل حكومة أولا قبل إجراء الانتخابات.
لقراءة الخبر كامل على موقع الجزيرة